بقلم: أ. نمر عايدي
لا أريد في هذا المقال التطرق الى سياسة قناة الجزيرة ، وما هو الدور المنوط بها في هذه الفترة التاريخية وأترك المجال لكل قارئ أن يستنبط لوحده دور هذه القناة.
ومن حق قناة الجزيرة ومن منطلق الأعلام الحر والمفتوح أن تستعمل كل وسائل من دعاية وإثارة وتشويق للحدث لجذب المشاهد العربي إليها ،لان هذا المجال فيه تنافس كبير مع بعض القنوات والتي دخلت مجال المنافسة بقوة.
لا أحد يقول أنه ليس من حق هذه القناه أن تبحث عن الشيء الغريب والمثير والذي لا يخطر على بال أحد لأن من صميم العمل الصحفي هو ما يسمى بالسبق الصحفي والذي بالعادة يعطي للقناه أفضلية عن قناة أخرى.
وأيضاً من أجل نيل الشهرة والتميز يحاول كثير من مذيعي القنوات الغير مشهورة العمل في هذه القناة لما لها من شهره واسعة ،وأيضاً من أجل الحصول على رواتب مرتفعه والتي أصبحت لا تخفى على أحد.
كذلك من حق قناة الجزيرة أن تختار مذيعين لهم مواصفات عالية جداً من حيث المهارة والمهنية وحسن الخلق والجمال لكي تظل القناة الأولى في العالم العربي من حيث المشاهدة.
ونحن نعترف لقناة الجزيرة أنها اختارت مذيعين ومشرفين من معظم الدول العربية، لكي يشعر كل مواطن أن له ممثل في هذه القناة من وطنه، وهذا أمر تفوقت فيه الجزيرة على باقي المحطات الإخبارية في العالم.
لكن هؤلاء المذيعين كانت تنفتح اساريرهم وتتفتق عقولهم عندما يكون الموضوع يتعلق بالشأن الفلسطيني .فنرى مواهب جديدة تكتشف وتشك كثيراً بينك وبين نفسك أنك أمام مذيع أو رجل مخابرات محنك لكن هذا المذيع عندما يتعلق الأمر بشأن ما في دولته نراه لا يذكر عن دولته أي أمر سوء أو يقذف بحق دولته بأي صفه كانت.
وللأسف الشديد عندما بدأت الجزيرة ببث حلقات عن ما أطلق عليه كشف المستور شاهدنا أن كثير من المذيعين والمشرفين والمسؤولين من أصل فلسطيني، لم يكن لهم موقف ما بحق ما يقال عن قيادة الشعب الفلسطيني وطاقم المفاوضات ،وهنا أنا لا أدافع عن المادة التي جاءت فهي ستترك لجماهير شعبنا لتحكم عليها عندما تنجلي الأمور ،لكن الذي كان يحز بنفسي ونفوس كثير من أبناء شعبنا أن المشاركين في أعداد الأسئلة والأشراف عليها والحوارات والندوات هم فلسطينيون.
لكن ليس من باب الوطنية أو الانتماء وليس دفاعاً أو مع النظام السوري سواء كان على حقد أو على باطل، وهذا سوف يترك على أيام القادمة لتحكم على الأحداث في سوريا أنها من منطلق وطني أو تدخل خارجي.
المهم أن موظفي القناة ومعهم آخرين اتخذوا موقف هام وحاسم بأن اختاروا أن يتركوا هذه القناة ويعودوا الى وطنهم مهما كلفهم هذا الموقف من خسائر على صعيد مادي أو معنوي فيما لو أن النظام سقط أو تغير.
المهم أنهم أخذوا هذا الموقف بغض النظر عن أنه خطأ أم صواب ،هم اختاروا الانحياز لوطنهم على خلفية فهمهم أن وطنهم عزيز عليهم وغالي جداً وأن نظامهم على حق ويتعرض للمؤامرة كبيرة.
ألم يعلم مذيعي الجزيرة الفلسطينيين أن وطنهم وقضيتهم كانت تتعرض للمؤامره كبيرة هدفها هدم كل ما بني في السابق على دماء وأرواح الشهداء ومعاناة مئات الآلاف من الأسرى واللاجئين.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق