الثلاثاء، 3 مايو 2011

بن لادن يوصي أولاده بترك "القاعدة" ونسائه بعدم الزواج


كشفت تقارير صحفية الثلاثاء عن وصية زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن، الذي أٌعلن عن مقتله في عملية أمريكية خاصة قرب العاصمة الباكستانية.وذكرت صحيفة "الانباء" الكويتية في عددها الصادر اليوم أن الوصية تعود لتاريخ 14 ديسمبر/كانون الاول 2001، أى بعد نحو 3 أشهر من تفجيرات 11 سبتمبر.
وأشارت الصحيفة إلى أن الوصية تقع في 4 صفحات وموقعة بيد بن لادن. وجاء فيها أنه يتوقع أن يقتل نتيجة خيانة وغدر من المقربين له.
وأبرز ما تضمنته وصيته لزوجاته بـعدم الزواج بعده، ولأولاده عدم العمل في القاعدة والجبهة.
وقال بن لادن في وصيته إن هجمات سبتمبر كانت الضربة الثالثة من الضربات المتصاعدة التي تلقتها أمريكا. أولاها عند تفجير المارينز في لبنان. وثانيتها تفجير سفارة أمريكا في نيروبي التي انطلق منها الغزو الأمريكي للصومال، حيث قتل من إخواننا 31 ألفاً تحت راية الأمم المتحدة.

وفيما يلي النص الكامل للوصية:

بسم الله الرحمن الرحيم

وصية الفقير إلى ربه تعالى أسامة بن محمد بن لادن

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه أجمعين، نستغفره ونستهديه ونعوذ به من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلله الله فلا هادي له: وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، نرجوه سبحانه وتعالى أن يتقبلنا في الشهداء والصالحين من عباده وأن يميتنا مسلمين.
أوصانا الله سبحانه وتعالى إذا حضر أحدنا الموت أن يترك وصية للوالدين والأقربين، وعامة المسلمين هم في الزمن المشؤوم بمنزلة الوالدين والأقربين، ما يحز في أنفسهم يحز في نفسي وما يحزنهم يحزنني والله سبحانه وتعالى على ما أقول شهيد.
يشهد الله ان حب الجهاد والموت في سبيل الله ملك عليّ حياتي وتغلغلت آيات السيف في كل خلية من قلبي (وقاتلوا المشركين كافة كما يقاتلونكم كافة)، وكم مرة أستيقظ من نومي فأجد نفسي أتلو هذه الآية الكريمة. لو ان كل مسلم يسأل نفسه لماذا وصلت أمتنا الى ما هي فيه من هوان وانكسار لكان جوابه البديهي لأنها تكالبت على متاع الدنيا ونبذت كتاب الله وراء ظهرها وهو الوحيد الذي فيه شفاؤها وفلاحها في العاجلة والآجلة، لقد أغرانا اليهود والنصاري بمتاع الدنيا وملذاتها الرخيصة وغزونا بقيمهم المادية قبل ان يغزونا بجيوشهم ونحن كالنساء لا نحرك ساكنا، لأن حب الموت في سبيل الله فارق القلوب.
لقد حزّ في نفسي ونفوس اخوتي المجاهدين ان رأينا أمتنا في مشارق الأرض ومغاربها تتفرج على أميركا تسوم المستضعفين من الرجال والنساء والولدان سوء العذاب والأمة تتفرج على المشهد الدامي كمن يتفرج على فيلم للتسلية. علة العلل في بلاء امتنا هو خوفها من الموت في سبيل الله، لقد انعكست الآية فرأينا الصليبيين الجبناء واليهود الأذلاء يصمدون في قتالنا وجنود أمتنا يرفعون الراية البيضاء ويستسلمون لأعدائهم، حتى طلبة الدين (أي طالبان) لم تصمد منهم إلا قلة قليلة، أما الباقون فاستسلموا أو فروا قبل لقاء العدو، واليوم قعدت الأمة عن نصرتنا ونصرة المخلصين من طلبة الدين الذين أقاموا أول دولة إسلامية في أفغانستان طبقت شرع الله، ويكفي على ذلك دليلا حقد أميركا على طلبة الدين وقوانينهم الأساسية.
انها بالتواطؤ مع عملائها في تحالف الشمال وحكومات اخرى، الذين جندوا مخابراتهم في خدمة اميركا وبريطانيا والغرب الكافر، ألغت القوانين الأساسية التي سنتها حكومة طلبة الدين فألغت الحجاب وإرخاء اللحى وأعادت عادات التشبه بالكفار. الأمة بعلمائها الذين يهدونها سواء السبيل، وعلتنا اليوم هي ان علماء الأمة تنكروا لرسالتهم في إرشاد الأمة، لقد بلغ ضلالهم وتضليلهم درجة لا يصدقها المسلم، فقد جاءوا الى أفغانستان لصد علمائها عن تحطيم الأوثان البوذية لكن علماء طلبة الدين الأفاضل ردوهم خائبين. وكانت حجة شيخ ومرافقيه هي ضرورة إرضاء اليهود والنصارى ورأيهم العام، وتناسوا قول الله سبحانه وتعالى: (ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم).
هؤلاء العلماء خانوا رسالتهم في خدمة الأمة وقضاياها ووالوا أعداءها وعادوا طليعتها المجاهدة التي أنزلت بأميركا أول هزيمة في تاريخها ستكون بإذن الله كغزوة مؤتة التي قادها رسول الله صلى الله عليه وسلم وأدت الى زوال دولتهم.
وقفة نيويورك وواشنطن الضربة الثالثة من الضربات المتصاعدة التي تلقتها اميركا أولاها تفجير المارينز في لبنان وثانيتها تفجير سفارة اميركا في نيروبي التي انطلق منها الغزو الاميركي للصومال حيث قتل من اخواننا 31 ألفا تحت راية الأمم المتحدة، رغم النكسة التي ابتلانا بها الله سبحانه وتعالى ستؤدي هذه الموقعة الى زوال أميركا والغرب الكافر ولو بعد عشرات السنين.
فيا شباب الأمة: احرصوا على الموت توهب لكم الحياة واستمعوا للقلة من علماء الأمة المتمسكين بالحاكمية والبراء والولاء والمعادين لمن يوالون أعداء الأمة الذين أخذوا أفكار البشر الوضعية وعادات وانحرافات الأمم الجاهلية مثل الاقتراض من المصارف الربوية وقوانين الجنايات والمعاملات والتأمينات العلمانية والسماح بتأسيس الأحزاب والنقابات والجمعيات النسائية والإنسانية وجميعها بدع مرفوضة بإجماع علماء السلف والخلف.
يا علماء الإسلام: إنكم اليوم قلة قليلة أعرفكم بالاسم واقرأ لكم بياناتكم وفتاواكم الصادقة، لكن لا أريد ذكركم بالاسم حتى لا أقدم لأعداء الله ذريعة يبحثون عنها للتنكيل بكم في هذه الأيام العصيبة علينا.
يا معشر النساء: إياكم والتبرج وتقليد مومسات الغرب ومسترجلاته، كن مدرسة لتخريج الرجال والمجاهدين في سبيل الله، وحافظن على شرفكن ولتكن لكن في أمهات المؤمنين أسوة حسنة.
ايتها الزوجات: جزاكم الله عني خيرا. فقد كنتن لي بعد الله سبحانه وتعالى خير سند وخير معين من أول يوم كنتن تعرفن أن الطريق مزروع بالاشواك والالغام. تركتن نعيم الاهل واخترتن بجانبي شظف العيش. كنتن زاهدات في الحياة معي فازددن فيها زهدا بعدي، ولا تفكرن في الزواج حسبكن رعاية ابنائنا وتقديم التضحية والدعاء الصالح لهم. أما انتم يا أبنائي: سامحوني لأني لم أعطكم إلا القليل من وقتي منذ استجبت لداعي الجهاد. لقد حملت هم المسلمين وهم قضاياهم. لقد اخترت طريقا محفوفا بالاخطار وتكبدت في ذلك المشاق والمنغصات والغدر والخيانة ولولا الخيانة لكان الحال اليوم غير الحال والمآل غير المآل. أوصيكم بتقوى الله فإنها أثمن زاد في الحياة الدنيا وأوصيكم بعدم العمل في القاعدة والجبهة أسوة بما أوصى به سيدنا عمر بن الخطاب ابنه عبدالله، رضي الله عنهما. فقد نهاه عن تولي الخلافة «إن خيرا فقد اصبنا منه وإن كانت شرا فحسب آل الخطاب ما ناله منها عمر».
نصيحتي الأخيرة الى المجاهدين كافة أينما كانوا: استردوا أنفاسكم وتناسوا إلى حين قتال اليهود والصليبيين وانصرفوا الى تطهير صفوفكم من العملاء والمتخاذلين وعلماء السوء المتقاعدين عن الجهاد والمخذلين للأمة.
أخوكم أبو عبدالله أسامة بن محمد بن لادن.

الجمعة 28 رمضان سنة 1422 الموافق ليوم 14/12/2001.


رحيـــــــــــــــــــــل/ شعر: محمد الأمين يحيى


رحيـــــــــــــــــــــل
شعر: *محمد الأمين ولد يحي
هذه القصيدة مقطع من ديوان "شواطئ العيون" 

تزامن الرحيل
فلما البقاء؟
مادمنا نقرر الصمت..
ونخاف الكلام
فما معنى البقاء؟
ما دمنا نحرم الموت..
على أنفسنا..
فكيف نقتل الفداء؟
ما دمنا مستوطنون
ومهجرون!
فما معنى المقام!؟
مادمنا بالكلمة غرباء!
وعلى الأرض غرماء
مادمنا (...)
ومن الفعل المنسوب إلينا أبرياء
فما معنى البقاء
مادمنا إذن...!
"فلا نامت أعين الجبناء"
* * *
كل شيء يدعو للرحيل
فطوبا لقافلة الراحلين
طوبى..
كل شيء يرحل عن أرضنا ولا يعود
العصافير تنتحر وتهجر السدود
كل شيء يرحل من أرضنا ولا يعود
الشباب
والنجوم
والأسماك
والورود
كل شيء يهجر من أرضنا ولا يعود
كل شيء عبوس في هذا الوجود
تهاجر الشمس من سمائنا ولا تعود
وترحل البسمة من بساتيننا
وترحل الفرحة من حدائق أطفالنا
مكفرة الحياة
مكفهرة الوجوه والخدود
ويلوذ الوجوم
متى تزامن الرحيل
والكل في فلك يدور
الشمس
والقمر
والشباب والنجوم
والأرض والحنين
"وكل في فلك يسبحون"
ينتحب البدر في سمائنا
شاحب الرؤى نحيل
فيقرر الرحيل
فهل يعود!؟
----------
شاعر ومدون موريتاني

إسلاميون: اغتيال بن لادن "إهانة" للعرب ودفنه في البحر"قلة أدب


وضعت رصاصة في رأس زعيم "القاعدة" أسامة بن لادن خلال عملية نفذتها قوات "كوماندوز" أمريكية داخل الأراضي الباكستانية نهاية للرجل الذي ظلت الولايات المتحدة لسنوات طويلة تلاحقه حتى أمكن لها الوصول إلى مكان اختبائه، ليعلن الرئيس الأمريكي باراك أوباما في ساعة مبكرة من صباح الاثنين مقتله، وهو الأمر الذي أثار ردود فعل واسعة حول الحادث قوبلت بحالة ترحيب على المستويات الرسمية في العديد من الدول الغربية والإسلامية، لكن رد فعل الإسلاميين جاء مستنكرًا لاغتياله، وذهب البعض إلى وصفه بأنه عمل "إجرامي وخائن".
واعتبر المحامي الإسلامي مختار نوح في تعليق لـ "المصريون"، أن "تلك الحادثة عمل إجرامي وخائن ولا تشرف أمريكا لأنها أتت بخيانة من المخابرات الباكستانية لرجل يقيم بمقتضى موافقة الحكومة وليس هارب ومختبئ في البلد".
واتهم الرئيس الأمريكي باراك أوباما بأنه يمثل أحد حلقات الإجرام الأمريكي ضد الإسلام والمسلمين، ويسعى لزيادة شعبيته بين الشعب الأمريكي على حساب قتل الأبرياء، لأن "بن لادن من الناحية الدولية مواطن بريء يقاوم الاحتلال، وبغض النظر عن الاتفاق أو الاختلاف معه في أفكاره التي قد يختلف معه بصورة كبيرة، لكنه يعد من الناحية القانونية مناضلاً".
وأضاف إن أمريكا تدين قتل المدنين إذا كانوا من رعاياها أو من رعايا إسرائيل، لكنها ترحب بقتل المدنين إذا قامت هي بقتلهم، محذرا من السياسية الأمريكية التي وصفها بـ "الغبية" ستفتح بابا من الانتقام لن يغلق، فهي وإن كامت تملك جيشا يستطيع بالتعاون مع الأنظمة الاخري أن يقتل رجلا داخل بيته لكنه النظامي لا يستطيع أن يحمي ملايين الأمريكيين في العالم.
وتساءل نوح: إذا قام أتباع بن لادن بقتل أي مدني أمريكي فبأي حق سيتعاطف العالم مع المدنيين الأمريكيين أذا كانت أمريكا تفعل ذلك مع المدنين في العالم كله؟.
ورأى أن ما ورد في خطاب أوباما بجامعة القاهرة في عام 2009 لمحاولة تلطيف العلاقة بين المسلمين هو كذب حينما زار المسجد أنه ليس بينه وبين الإسلاميين عداوة وادعى أنه يكن الاحترام للشعوب الإسلامية بينما في الحقيقة قام بمحاربة المسلمين بالعالم بصورة أكبر من التي فعلها سلفه جور بوش.
واتهم أوباما بأنه ينافس بوش في العنصرية الدينية والدليل على ذلك موقفه من القضايا الخاصة بالشعوب الإسلامية في العالم كله، بدءا من قضية شعب غزة التي تآمر فيها لمنع أي إدانة لإسرائيل فيها وانتهاء بقضية كشمير التي لا يزال ساعدا في احتلالها.
وفسر عدم عرض جثة بن لادن بعد مقتله من جانب الحكومة الأمريكية التي قالت إنها تحتفظ بها بأنه ربما تم التمثيل بجثته أثناء نقله وإذا تم عرضها ستكون جريمة جديدة للولايات المتحدة.
وقال إن هناك سرا في مسألة عدم عرض جثة بن لادن الحقيقية لا يستطيع أوباما البوح به ولذا يريد دفنه في البحر بشكل مهين، وخاصة أنه حينما تم شنق الرئيس العراقي السابق صدام حسين بشكل علني فأنه خلق مناخا من الكراهية للولايات المتحدة بالعالم وأدت إلى إيجاد شعبية كبيرة وتعاطف مع صدام حتي من الكارهين له وسياساته السابقة.
من جانبه، وصف المحامي نزار غراب، بن لادن بأنه "كان يمثل رمزا لعزة المنطقة الإسلامية في مواجهة الاستكبار الأمريكي وكان يمثل رمزا للمقاومة والدفاع عن الحقوق في ظل حكام عملاء يسعون إلي المنطقة للإستراتيجية الأمريكية".
وقال إن قتل بن لادن لا يعد نصرا للولايات المتحدة، لأن العلاقة القائمة الظالمة سوف تثمر عن مقاومين جدد لهذه العلاقة، وهي الهيمنة الأمريكية علي المنطقة وستحدث نشاطا في صفوف تنظيم "القاعدة" أو الراغبين في الانتقام من مقتل بن لادن.
وانتقد الحكومة الأمريكية التي يرى أنها لا تزال مصرة على قراءة معكوسة لمجريات الأحداث فبدلاً من أن تكون قائمة على قيم العدل والإنسانية واستقلال المنطقة ومواجهة الفقر والبطالة ومشاكل المنطقة، تقوم علي شخصنة الموضوع والتعامل مع الموضوع باعتباره معركة شخصية مع بن لادن وهي قراءة غير صحيحة بالمرة.
وذكر أن الوقائع التاريخية تؤكد أنه رغم أن بن لادن كان هاربا لكن نشاط تنظيم "القاعدة" لم يتوقف فغيابه لن يؤثر كثيرا علي أداء المقاومة ضد الهيمنة الأمريكية. ورأى أن هناك محاولة لفتح ملف القاعدة واستخدام الفزاعه الإسلامية من جديد من جانب الأمريكان، خاصة بعد الثورات العربية والتي أوضحت من كان الجاني الظالم ومن كان المجني عليه وأوضحت الصورة الحقيقية للإسلاميين، وقال إن الولايات المتحدة تتمسك بمورثات الملف الإعلامي القديمة كي يتم التغطية علي جرائمها التي هي ضد الإنسانية والشرعية الدولية.
متفقا معه في الرأي، أكد ممدوح إسماعيل محامى الجماعات الإسلامية، أن الولايات المتحدة لم تحقق أي نصر باغتيالها زعيم "القاعدة" أسامة بن لادن, مشيرا إلى أن الأمريكيين قتلوه خارج نطاق العدالة والقانون وانتهكوا حقوق الإنسان التي يتشدقون بها ويصدعون بها آذاننا ليل نهار.
وقال أن الأمريكيين لم ينتهكوا فقط مبادئ حقوق الإنسان بل انتهكوا أيضا سيادة دولة مسلمة هي باكستان وتصرفوا بنفس العقلية الهمجية للكاوبوى, وأشار إلى أن قتل بن لادن ليس هزيمة له أو لتنظيم "القاعدة" خاصة وأن بن لادن كان يسعى لتحقيق هدفين في حياته، وهما إما النصر أو الشهادة.
واتهم إسماعيل الحكومة الباكستانية بأنها تواطأت مع الرئيس الأمريكي في عملية اغتيال بن لادن لاستغلال هذا الحادث في زيادة شعبية باراك أوباما في الانتخابات القادمة، ومساعدته في الحصول على تأييد الأمريكيين ليصبح رئيسا لفترة رئاسية ثانية، حيث سيتم الترويج على أنه نجح في توجيه ضربة قاصمة لما يسمى بالإرهاب, خاصة وأنه فشل في تحقيق أي إنجاز يقدم نفسه به للأمريكيين في الانتخابات القادمة.
وأعرب عن اعتقاده بأن الشعب الباكستاني سينتقم من الأمريكيين المتواجدين على الأراضي الباكستانية وسيوجه ضربات موجعة للمصالح الأمريكية هناك, وأن الشعب الباكستاني سيحاسب حكومته حسابا عسيرا على تواطئها مع الأمريكيين وتفريطها في السيادة الوطنية لباكستان.
كما توقع أن تقوم حركة "طالبان" بتوجيه ضربات قاصمة وموجعة للاحتلال الأمريكي في أفغانستان انتقاما لبن لادن ولإثبات أن الحركة لم تتأثر باغتياله, وقال إن "طالبان" ستستغل تحسن الطقس ودخول فصل الربيع لتقوم بعمليات عسكرية موجعة ضد الامريكيين في أفغانستان.
فيما حذر الشيخ أبو عمر المصري إمام المركز الإسلامي في ميلانو بإيطاليا، الذي تعرض للاختطاف على يد المخابرات الأمريكية عام 2003 وتم نقله للسجون المصرية الإدارة الأمريكية من أن لعنة بن لادن ستصيبها.
وقال متوجها للرئيس الأمريكي وإدارته: "لا تفرحوا لأن لعنة دم بن لادن ستطاردكم في كل مكان وسيفتح مقتله أبواب الجحيم عليكم", وأكد أن المسلمين لن يسكتوا على مقتل بن لادن بغض النظر عن الاتفاق معه في كل أفكاره أم لا, مشيرا إلى أن الأمريكيين قتلوا نفسا مسلمة لا لشئ إلا لكونه مسلما يجاهد ضد الاحتلال الأمريكي لبلاد المسلمين.
وأعرب أبو عمر عن اعتقاده بأن الأيام القادمة ستشهد أعمالا انتقامية ضد جميع المصالح الأمريكية في أنحاء العالم إلا أنه أعرب عن أمله في أن لا تشهد الأراضي المصرية أية أعمال انتقامية ضد المصالح الأمريكية حتى لا يؤدى ذلك إلى تعطيل مسيرة الثورة المصرية. وأكد أبو عمر أن بن لادن كان يسعى لنيل الشهادة وأنه هو الفائز والمنتصر, أما الأمريكيون فسيكتشفون أنهم الخاسرون .
بدوره، وصف منتصر الزيات محامي الجماعات الإسلامية مقتل بن لادن بهذه الطريقة بأنها استخفاف بالعرب وقال إن دفنه في البحر "بجاحة وقلة أدب من أمريكا"، وناشد السعودية بضرورة التدخل من أجل استلام جثة بن لادن ودفنه في موطنه، لأن هناك أصولا لدفن المسلمين وليس بطريقة إلقائه في البحر.
وأضاف في اتصال هاتفي مع فضائية "الجزيرة": "ليس هناك خوف لتحول قبر بن لادن لمزار للجماعات الإسلامية أو تنظيم القاعدة، وأرجو أن تطالب السعودية بجثمان بن لادن وهذا سيحقق لها مصداقية واحترام العالم الإسلامي والعربي، باعتباره مواطنا سعوديا وأن تعلن بأنه لن يصبح رمزًا أو مزارًا.
وأكد الزيات، أن أمريكا تخاف من بن لادن حيًا وميتًا تخشى أن يتحول لرمز وهو بالفعل رمز في قلوب الناس.
وعن علاقة الجماعات الإسلامية بمصر ببن لادن و"القاعدة"، قال الزيات: "لا علاقة بين التنظيمات الجهادية المصرية والقاعدة بالعكس بعض القيادات التي حاولت الاندماج في القاعدة خرجت من التنظيمات الجهادية بمصر لأنهم رآوا أن هذا الدمج يخرج الجهاد المصري عن أهدافه الأصلية".
وأشار إلى أن "هذا التوتر الذي حدث حول الاندماج أو عدم الاندماج في القاعدة أدى إلى عدم وجود عناصر لبن لادن في مصر، خاصة وأن الجماعات الإسلامية في مصر اتخذت مواقف حاسمة ورفضت سياسات بن لادن، وبالتالي حدثت قطيعة ظاهرة وواضحة وظهرت في كتب وأبحاث الجماعات الإسلامية في عمليات تبنتها "القاعدة" ورفضتها الجماعات الإسلامية في مصر، مثلما حدث من وقائع في سيناء وبالتحديد في شرم الشيخ وطابا لعناصر كانت تنتمي للقاعدة ورفضتها الجماعات الإسلامية".
وقال الزيات إن بن لادن حول "القاعدة" من تنظيم حركي على الأرض لفكر غزا به الحدود في مصر والعراق واليمن وشبه الجزيرة العربية وليبيا والمغرب العربي، وأضاف أنه ليس معنى أن أمريكا تمكنت من مقتل بن لادن أنها بذلك قضت على القاعدة أو الجهاد، بالعكس فالجهاد سيستمر ضد أمريكا المحتلة لبلاد الرافدين حاليًا .
وكانت تقارير أمريكية ذكرت أن جثمان زعيم "القاعدة" دفن في البحر بعد تجهيزه وفقًا للشريعة الإسلامية، وذلك بعد إعلان تصفيته بطلقة في الرأس في عملية نفذتها قوة أمريكية خاصة بالقرب من إسلام أباد.
وأعرب الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر عن إدانته لهذا الأمر إن صح، مؤكدا أنه يتنافى مع كل القيم الدينية و الأعراف الإنسانية. وأكد الإمام الأكبر أنه لا يجوز في الشريعة الإسلامية التمثيل بالأموات مهما كانت مللهم ونحلهم فإكرام الميت دفنه.

شهادة ضياع



بقلم: *محمد الأمين ولد يحيى

أن تكون حامل شهادة أكاديمية أو دبلوم مدرسي فأنت حامل لفيروس البطالة ومصاب بداء عضال من أمراض السحق الاجتماعي كمرض التهميش ووباء الرق الذي يفصل كل عضو "وطني" عن الآخر، ضحية الميز العنصري الذي يمزق أشلاء المجتمع.
أن تكون حاصلا على ديبلوم في الكفاءة .. فأنت تنتمي إلى عصابة من الصعاليك والمجانين المجاذيب والشحاذين المنبوذين في مجتمع إقطاعي –لا يرحم- يعشق حب المال وجمع الدولارات، ويكره أهل العلم وحملة الشهادات.
أن تكون طالب علم أو تحمل بيدك حقيبة مدرسية فأنت قطعا طفيلي منبوذ لأن صاحب العلم مرده إلى الشارع فتجد نفسك في ساحات من  جحيم البطالة مع طائفة من العاطلين عن العمل.
أضحت الشهادات صكوك رق تباع في المزاد العلني كما بيعت ساحة الحشر الوطنية الوحيدة التي كانت متنفسا لأصحاب هذه الصكوك العاطلين عن العمل.
فغدى المدرسون في بلادنا نخاسين والمدارس سوق نخاسة، فمن يدفع نقدا بالمزايدة يستحق "الكفاءة" وينال شهادة الرضا.
*     *     *
أف لبلد يساوي فيه الجهل الغنى.. والفقر يعادل العلم، فطالب العلم أو الحاصل على شهادة، فما هو إلا عاطل عن العمل لأنه في نظر الجميع معوق أو مختل عقليا أو متشرد.
الوطنية مفقودة عندنا ولا نتمتع بأي حقوق مدنية أو تفاهمية لها، فالصغير منا لا يوقر الكبير، والكبير لا يرحم الأول لأننا عالم من المتناقضات، بالصدفة وجدنا كدولة لا تعطي كل ذي حق حقه لان حق الدولة عليا اشد بأسا أو طاعة من حق الأم ونحن لا حق لنا على الدولة.  
نشجب الاسترقاق بيننا وننتقد الميز العنصري والتعصب القبلي.. ولما نكون في صدد إجراء أي انتخابات.. أو ندخل في سباق (للهجن) أو العلم،  نكون أشد حمية أو قبلية من العصر الجاهلي، وأشد إقطاعية من العصر الإقطاعي.
*     *     *
موظف يدخل من خلف باب الإدارة بواسطة وجاهة رئيس قبيلة أو حزب سياسي أو انتماء عرقي، ورئيس يعتلي كرسي الإمارة، بواسطة عصبته القبلية، وآخر ينجح أو يفوز في سباق الماراتون، لأن والده من أقارب سيادة وزير الرياضة.
يا سادتي الكرام هل واحد من بينكم جدير بان يدير مؤسسة أو إدارة شركة ألا بوازع القرابة؟.
هل فيكم موظف واحد اعتلا كرسي إدارة شركته إلا بواسطة ولي أمره؟.
هل تغرفون مديرا كفئا في مؤسسة عين في منصبه إلا بمصافحة رئيس قبيلة، فجرى العرف أننا ننتمي إلى بلد من الأعراق والعواطف السياسية والميز العنصري؟.
ياسادتي كيف نكون نحن المفسدين ونحارب زمرة الفساد وعصابات المجرمين؟.. كيف نتمتع بحقوق المدنيين، وننقلب بدمقرطة حكم العسكر؟
كيف نقبل حكم الشورى في الشرع، ونرضى بحكم العشائر والدكتاتوريين؟، كيف نرفع شعار حقوق الطفل ولا ننبذ الرق واستئصال غرائزنا البدوية؟
أم كيف نقبل الإهانة كموظفين خداما في المكاتب غير عقديين لا يتغاضون حقوق عملهم إلا بعد أن يشيخوا أو ينتقلوا إلى المعاش.؟
*     *     *
يا تلاميذي الصغار، يا تلاميذ المدارس لا تذهبوا غدا إلى المدرسة ولا تخرجوا إلى البساتين أو تمرحوا فيها فغدا قد تكون دورا للأيتام، فسلموا لأمر الواقع، وسلموا أنفسكم للقدر، فكل شيء مكتوب لكم في اللوح المحفوظ، "سوف تحصلون عليه" هكذا علمونا منذ الصغر ومنحونا شهادة الضياع والبطالة فأصبحنا عاطلين عن العمل فألف يشكرون.

'طالبان' تتوعد باكستان وأميركا للانتقام لـبن لادن


هددت حركة طالبان باكستان بشن هجمات على أعضاء الحكومة والجيش الباكستانيين، وأيضا على الولايات المتحدة بعد الإعلان عن قتل زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن في عملية مشتركة للقوات الأميركية والباكستانية.وقال المتحدث باسم الحركة
إحسان الله إحسان في اتصال مع وكالة رويترز للأنباء 'الآن القادة الباكستانيون بمن فيهم الرئيس (آصف علي) زرداري والجيش سيكونون أول أهدافنا' وأضاف 'الولايات المتحدة ستكون هدفنا الثاني'.
وضمن هذا الإطار، قال مدير مكتب الجزيرة في باكستان أحمد زيدان إن حركة طالبان باكستان ستكون من الحركات التي ستثأر وبقوة لمقتل زعيم تنظيم القاعدة.
وأشار إلى أن علاقات متينة تربط القاعدة بالحركة، ومن ثم ستكون باكستان الضحية الأولى التي ستدفع الثمن، مذكرا بأن طالبان باكستان -التي اغتيل عدد من قادتها في المدن الباكستانية- توعدت أكثر من مرة بالثأر.
تهديد الغرب
وبالموزاة مع هذا التهديد، توعدت منتديات 'جهادية' على شبكة الإنترنت الولايات المتحدة بالثأر والانتقام لمقتل أسامة بن لادن.
وقالت رسالة منشورة في أحد المنتديات إن 'بن لادن ربما يكون قتل، ولكن رسالته للجهاد لن تموت أبدا'.
وكتب أحد المشاركين في منتدى 'جهادي' على الإنترنت 'ليعلم الكفار أن المسلمين المجاهدين باقون إلى أن تقوم الساعة'.
وتوعد مشارك آخر الغرب بالانتقام، وكتب 'والله ثم والله ثم والله لن تنعم أميركا ولا حلفاؤها من دول الغرب والشرق، لن تنعم بالأمن بعد اليوم وسترون ذلك قريبا جدا جدا'.
يشار إلى أن الرئيس الأميركي باراك أوباما كشف في ساعة مبكرة من صباح اليوم عن مقتل المطلوب الأول لبلاده في بيان مقتضب.
وقال إن وحدة أميركية صغيرة هاجمت 'بشجاعة وكفاءة غير عاديتين' مجمعا سكنيا في منطقة إبت آباد بباكستان بالتعاون مع مخابراتها. وامتدح هذا البلد المسلم لتعاونه في مكافحة ما يسمى 'الإرهاب'، قائلا إنه اتصل برئيسه آصف زرداري بعد العملية.
الرسالة وصلت
في سياق متصل، قال قائد حركة الشباب المجاهدين الصومالية حسن طاهر أويس إن 'الرسالة وصلت'، وإن مقتل بن لادن 'لا يعني أن القضية انتهت'، مضيفا أن 'الكثير من الرجال ماتوا على هذا'.
وتابع في حديث للجزيرة 'ليس الجهاد منتهيا بمقتل بن لادن. هؤلاء يقتلون الأنبياء، وإذا جاء القدر انتهى الأمر. لا أعتقد أن بن لادن كان يلتزم بهذا المكان، ولكن القدر جاء هنا'.

اغتيال اسامة بن لادن؛ دلالات ومخرجات..


بقلم:د. محمد احمد جميعان

من السهل ان نفهم فرح الرئيس الامريكي باغتيال زعيم القاعدة اسامة بن لادن ، لانه اتى بما لم تات به الاوائل من الرؤساء الامريكيين ، فالرجل دوخ الامريكان والغرب ووضعوا لمن يدلي بمعلومة حول مكانه جائزة بمئات الملايين ، ولكنهم عجزوا، ولم يفلح الرؤساء السابقين الفوز بهذا السبق الذي فاز به اوباما.
مقتل ابن لادن ليس معجزة في عالم تحكمه الاستخبارات المتقدمه والتقنيات الحديثة المخترقة والاموال السخية التي تدفع تحت مظلة مكافحة الارهاب، ولكن تاخر مقتله رغم حجم التقنيات واجماع الاجهزة الاستخبارية للفوز بالغنيمة والاموال التي تنفق في هذا الاطار يعطي دلالة واضحة على صعوبة اختراق طوقه الداخلي وتنظيمه العقائدي والتنظيمات الايدلوجية الاسلامية عموما .
علاقة اغتيال ابن لادن بما يجري على الساحات العربية من ثورات وسقوط للانظمة ، علاقة اخترعتها صحافة الخيال التي طالما تشد القارئ بنظرية المؤامرة ، واستثمرتها المخابرات الامريكية لتضخيم قدرتها في الاذهان، ولتعطي لنفسها قوة بانها تملك خيوط اللعبة في المنطقة لتؤثر بها في نفوس الضعفاء من الانظمة التي طالما انضوت تحت رغبتها ولبت اوامرها باعتبارها قوة تحمي الانظمة وتسقطها .
ولكنني لم اجد اية علاقة بينهما سوى ان ثورات الشعوب وسقوط الانظمة في المنطقة واغتيال ابن لادن على هذا النحو، ومن قبل الامريكان، سيعجل في زوال المشروع الامريكي من المنطقة تماما كما سيعجل اكثر واكثر في زوال اسرائيل واقتلاعها ليدخل المؤمنين بيت المقدس محررين ومكبرين ان الطواغيت سقطت ولو بعد حين.
ان قراءتي للتاريخ في هذا المضمار تشير الى ان اغتيال القادة الروحيين المؤثرين بهذا الحجم والقدرة والقوة له نتائج مفرحة للخصم على المدى المنظور، ولكنه له اثر مفجع ومدمر للخصم على البعد الاستراتيجي ، لان مقتلهم بالاغتيال البشع من قبل الخصم نفسه، انما هو تعميق وتاصيل وتجذير لعظم فكرهم، يولد حالة وجدانية من الشعور بالمظلومية الكبيرة والقهر يترتب عليه فكر اكثر تطرفا واعمق فعلا واوسع ثارا وانتقاما..
لذلك فان قصر النظر سمة تعمي البصيرة وتعمق الحماقة ، واذا اردت ان تعجل في رحيل طاغية فما عليك سوى ان تعمق فيه قصر النظر ليقدم على ارتكاب الحماقات التي يراها نصرا مؤزرا ولكنها في عمق الفعل الاستراتيجي، ما هي الا تدحرج سريع نحو الهاوية التي يصبوا اليها الصادقون .
وقصر النظر ايضا سلاح رباني يرمى به الاعداء في الوقت المعلوم ، لتكون نهايتهم بايديهم وصدق الله العظيم في قوله تعالى {وَإِذَا أَرَدْنَا أَنْ نُهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُوا فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيرًا} (الإسراء 16)
--------------
drmjumian@gmail.com
0795849459/خلوي
www.drjumian.co.cc